يعتبر التسويق من اكبر مشاغل الحرفيين و المنتجين الصغار في مجال الفلاحة و الصناعة و الصناعات التقليدية، و لأن طبيعة أعمالهم تتطلب منهم كثيرا من الوقت لإتمام مهامهم، لا يوفق العديد منهم في تخصيص وقت للتخطيط و التسويق و توسيع قاعدة العملاء.
و من أهم أساليب التسويق التي تعتمدها معظم الدول في العالم لدعم الحرفيين و صغار المنتجين هي التظاهرات الثقافية و المهرجانات، و ذلك لما تتميز به من خصائص تجعل من روْادها و زوارها حرفاء أوفياء لمنتجاتهم، إذ نجد اليوم عديد المهرجانات المحلية و الدولية خاصة قد أصبحت تمثل فرص تجارية للتشبيك و ربط علاقات و تطوير الأعمال و دفع التنمية الجهوية، تساهم في رفع سمعة الدول و جعلها وجهات سياحية مرموقة تدر مداخيل سنوية قارة, ناهيك اليوم على أن عديد الشركات التي تستهدف مجالات الأنشطة الإستراتيجية أصبحت تخلق مهرجانات و تظاهرات لنفسها و لشركائها لمزيد ترسيخ علاماتها التجارية في الأسواق المحلية و الدولية.
إذن لم يعد التسويق مجرد إعلان للمنتج أو تبيان خصائصه بهدف الإستهلاك المباشر، بل أيضا محاولة خلق قيمة أخرى مضافة ثقافية حوله تشد إنتباه المستهلك و تجعله يساهم بدوره في إحياء ثقافات و عادات و رسالات مجتمعية نبيلة كالمحافظة على البيئة و الحد من التلوث و حماية المحيط، السياحة الثقافية ، التشجيع على الإستهلاك المحلي، التبرع عبر الانخراط و الشراءات المتكررة، دعم قضية معيّنة , الترفيه الجماعي و إلى آخره من مظاهر التضامن الإجتماعي و السلوكات الحميدة التي يمكننا تحويلها إلى مشاريع إقتصادية تهدف لخدمة ريادة الأعمال الثقافية عبر شركات تسويق مهرجانات ناشئة متخصصة.
و لنجاح هذه الفعاليات فقد وجب التحضير المسبق من طرف منظمات المجتمع المدني و شركات المهرجات و خبراء التسويق للحد من تسلل المحتكرين و المستغلين للفرص, و لا ننسى دور الدولة المهم في المساهمة في وضع مخططات إستراتيجية عبر دعم خدمات الطيران و الفنادق و المواصلات و الخدمات المالية و تخفيض الرسوم على الشحن و النقل الجوي بالإضافة إلى الأمن العام إلخ.
مقال من إعداد
الباحث " محمد الهادي "
جميع الحقوق محفوظة
Menapreneur.com©